في ظلال عاشوراء ..ذكرى التعبد والاجتهاد .. وذكرى الإكرام بالنجاة والانتصار ..

معجزة سيدنا إبراهيم وقعت بعد أن رماه قومه في النار .. ومعجزة سيدنا موسى بعد أن قال له قومه إنا لمدركون .. وقال لهم إن معي ربي سيهدين ..

قصة نجاة سيدنا إبراهيم :

بعد أن بذل سيدنا إبراهيم غاية جهده في دعوة قومه حتى اجتمعوا على التخلص منه بالإحراق نصرا لآلهتهم " قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين " .. عندها ورد الإكرام الإلهي المعجز المجرد عن تحديد الزمن ، حيث ورد ذكره بدون أي حرف .. عطف أو غيره : " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " ولاحظ حرف الواو الذي أتى بعد ذلك " وأرادوا به كيدا فجعلنهم الأخسرين " .. " ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعلمين " .

قصة نجاة سيدنا موسى :
بعد أن خرج موسى مهاجرا بأتباعه المؤمنين .. لحق به فرعون وجنوده .. لمعاقبتهم على إيمانهم بإله غيره .. فأخرج الله فرعون وأتباعه من النعم التي كان يتقلب فيها وأورثها بني إسرائيل .. ورد الحكم بذلك أولا .. قبل ترائي الفريقين " فأرسل فرعون في المدائن حشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حذرون فأخرجناهم من جنات وعيون ... " ..
ثم قال :
" فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون " وكان اليقين جوابا تلقائيا " قال كلا إن معي ربي سيهدين " .. وهنا حل موعد الإكرام وإظهار التأييد " فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " .. " وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين " .
وتوالت الأحداث في إنهاء الظلم وتحقيق النصر والنصرة " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " .

العبرة ..
...........
خرق السنن الكونية من خالقها سبحانه وتعالى .. فيه درسان مهمان :
درس السننية والميزان التي هي أصل الكون وقاعدته ..
ودرس إظهار عظمة الربوبية في نصرة المؤمنين بتغيير قوي وقتي في سنن الكون .. إعجازا وإكراما ..
فانتظار الكرامة ليس سنة الأنبياء .. والاغترار بخرق العادة قد يحوله استدراجا .