جدلية السياسة والقوة

السياسة قوامها القوة .. والقوة هي المؤثر الأول في رسم السياسة .. وكلما كانت القوة عادلة كلما تهذبت السياسة وانتفع بها المجتمع .. لكن لا يمكن للقوة أن تهذب إلا بإرادتها .. ولذلك فإن القوة التي ليس لها سياسة إلا مجرد الوجود تتآلف مع العبثية والظلم والتحجر والركود .. وتعود على نفسها وعلى مجتمعها بالضرر مع مرور الزمن ...
القوة ما لم تفهم دورها السياسي وتتناسق مع قانون الغنم والغرم فستكون عامل ضعف لا عامل قوة .. وما لم يكن لها فهم وإرادة ووعي وقيادة سياسية أقرب للرشد وأبعد عن العبث أو اللامبالاة فلن تخرج البلاد من ضياعها وانقساماتها ..
نحن في ليبيا في المجمل نعاني انفصال مصادر القوة عن الأداء السياسي العام .. وضعف سيطرة السياسة على مصادر القوة .. والمحاولات لتقريبهما تبوء بالفشل غالبا .
الأمم المتحدة كأداة في يد دول ذات أطماع سياسية لا تعارض القوة التي تسيطر على السياسة ولو كانت ظالمة بل تؤيدها .. الا إذا كانت هذه القوة تخالف أهواء هذه الدول الكبرى .. ولكنها بالنهاية تضطر وفق قانون التدافع للقبول بالأنظمة المدعومة بأسباب القدرة على التنفيذ .